مقدمة المباهلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على حبيب إله العالمين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعداء الله ظالميهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .
هذه صحيفةٌ مختَصَرةٌ ، كتبتها في ظَرفٍ استثنائي ، كما أنَّ المطالبة التي اشتملت عليها هذه الصحيفة هي مطالبةٌ استثنائيةٌ ، وهي المطالبة بالمباهلة .
وقد يعجب القارئ أو تذهب به الظنون والحسابات ، متوَّهماً أن كاتب هذه الأسطر ، قد سيطرت عليه مشاعر ملتوية ، ويريد أن يجعل من المباهلة علاجاً وحلَّاً لما يَعترضنا من إشكاليات وخلافات .
وأقول : ليس الأمر كما يحسبه صاحب هذا التبادر ؛ فإنَّ هناك خلافات وخلافات ، أو خلافات تهون إلى جانبها خلافات !
ذلك أنَّ ماتَعرَّضنا إليه في موضوع انتسابنا لم يكن تسجيلاً لرأيٍ مخالف ، بل هو تشريعٌ للطعن على كرامات محتَرمّةٍ عند الشرع وفي ميزان الذوق والعرف ، وَفتحُ بابٍ لأصحاب القلوب المريضة للتعدي والإفتراء والبهتان بطريقةٍ لم تَقَع على حساب ، وهي الطعونات وممارسات التخوين التي انتهت إلى ماشاهده الجميع ضمن بعض اللقطات ، والتي لاداعي إلى استعادة ما جاء فيها .
هذا ، وسيتبين في هذه الأسطر من هو المطالَب بالمباهلة .
المطالَبون بالمباهلة
أودُّ أن أشير هنا إلى أن هذه المباهلة ، ليست موجَّهةً إلى كلِّ من اتخذ موقفاً غير ودي من موضوعنا ، ولا لكلِّ من أمضى من ناحية موضوعنا بالنفي ، فتلك إشكاليةٌ خاضعةٌ لظرفها الخاص ، والمرأ يتمنى أن تزول تلك الإشكاليات بزوال مؤثراتها العالقة .
وعلى ذلك فالمطالبَة ليست موجَّهةً للعموم ، بل هي خاصَّةٌ بالفئات التالية :
أ) كلّ من يَحملُ مشروع توريث أبنائه وأبنائهم ، أنَّ انتساب الأسرة إلى بني هاشم أمرٌ مُختَلَق ، ويهدفُ إلى تأسيس حضانةٍ نَفسيةٍ لهم ، يُغذّيهم فيها بأنَّ القول بالسيادة يَستند إلى مُشجَّراتٍ زائفة ، والحال أنَّ الأمر على خلاف ذلك .
ب) كلّ من أشاع بين الناس ، ومازال على تلك الحال ، من الترويج بأن انتساب هذه الأسرة إلى بني هاشم لايقوم على أي أساس ، باعتبار مالذلك من دلالةٍ ضمنية ، بأن السواد الأعظم من الأسرة ، المتقيِّدين بالسيادة ، لارشد لهم أو متهاونون بالدين .
وعلى ذلك نؤكِّد مرَّةً أخرى أنَّ المباهلة ليست موجَّهةً هنا ، إلى من وطأ الحمى ذات يومٍ ، ثمَّ ذهب إلى سبيله ، أو أساء الفهم ، أو غير أولئك ممن اعترضتهم إشكاليةٌ عابِرَة ، أو شارك مشاركةً سلبيةً ، ثمَّ صدف وكفّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق